تقارير - العدد الثاني - يوليو 2001

هذا ما فعلته العمليات الاستشهادية بمجتمع الصهاينة !!

فيما يلي النص الحرفي لمقال نشر في صحيفة يديعوت الصهيونية- تقرير - 5/6/2001 يمثل بدقة حالة المجتمع الصهيوني وما يعيشه من هلع وخوف جراء العمليات البطولية ، خاصة إثر عملية تل أبيب

ليس سهلا ان تكون اسرائيليا في ايام مليئة بهذه العمليات، ولكن الصعب هو ان تكون أبا اسرائيليا. ليس هناك مكالمة هاتفية او لقاء مع اصدقاء، لا تبدأ باسئلة ماذا سيحدث، كم من الممكن ان نستمر على هذا النحو. اكثر من مرة نفكر تفكيرا مرعبا، لا يهم نحن، ولكن ماذا مع اطفالنا، وربما نحن نفرط بهم في الجبهة في الوقت الذي نستطيع انقاذهم.

في الكثير من اللقاءات الشخصية ثار مؤخرا الجدل حول ما اذا كان يجب مغادرة البلاد او البقاء. وبدون قصد نقل امس عاموس سوهر -35عاما- مرشد في معرفة البلاد، يسكن شمالي البلاد هذا الجدل من نقاش شخصي الى نقاش عام. وفي مقاله نشر في قسم الاراء لموقع ynet لصحيفة يديعوت احرونوت تحت عنوان "شقة للبيع" كتب لماذا انهار بعد عملية دولفينريوم وقرر مغادرة البلاد مع زوجته وطفله.

اثارت المقالة ردود فعل لا سابق لها. وحتى الساعة الخامسة من بعد الظهر سجل في موقع الانترنيت ynet حوالي 500 رد. وادعى معظمهم انه في هذه الايام ليس من المنطق نشر مثل هذه المقالة، وايد الكثير قرار سوهر فيما عارضه آخرون ولكن ثمة قاسم مشترك بينهم: الجميع كتبوا كلمات مؤثرة وغاضبة. وكتب روني "انت صادق تماما. أشد على يدك وآمل ان اتحلى بالجرأة وان افعل نفس الشيء بنفسي. الحياة اكثر قدسية من حفنة تراب. ليس جيدا الموت من اجل بلادنا".

ولكن سوهر، كما اتضح امس ليس هو الوحيد الذي خطط لمغادرة البلاد قريبا بسبب الوضع الصعب. بيني كرميل (32عاما) متزوجة وام لطفل (6 سنوات) تقول انها ليست فقط توافق على كل كلمة كتبت بل انها وعائلتها تخطط لمغادرة البلاد الى كاليفورنيا خلال شهرين. وقالت "لقد قررت مغادرة البلاد في تشرين اول الاخير. في عيد رأس السنة، حين اندلعت المظاهرة كنا في نزهة في الشمال. اغلقت كل الشوارع وعلقنا مع الطفل في الفندق. لقد شعرنا بخوف شديد وحينها قررنا انه يجب فعل شيء ما. عملية تلو الاخرى وبين هذا وذاك ثمة الاسرائيلية القبيحة، الصعوبة البالغة في الجيش هنا. قال لي احد اصدقائي وماذا لو فعل الجميع مثلكم؟ قلت له انه لحسن الحظ انا لست رئيسة الحكومة ولست رئيسة الدولة وانا مسؤولة فقط عن ابني وعش اسرتي".

كذلك ايلان دنينو (31 عاما) من تل ابيب محقق خاص، متزوج واب لطفلة (عامين) يستعد للمغادرة الى كندا. قال امس "لقد سئمت. هذه دولة صعبة على مواطنيها خاصة الازواج الشابة. ودافع المغادرة ليس فقط الوضع الامني بل عدة احداث، بما في ذلك كارثة فرساي.

اصدقائي يشعرون نفس الشيء. في محيطي لا ارى سوى اليأس من الوضع والكثير من الخوف. وهذا وصل الى حالة والدا زوجتي وهما من الناجين في الكارثة شجعونا على المغادرة. كذلك رجال الاعلام والفكر عقبوا امس على رسالة سوهر. كلهم اعربوا عن التحفظ من قراره. بعضهم بغضب شديد والاخرون بصورة اكثر اعتدالا. يقول الصحفي اوري اورباخ "يا الله، اذهب من البيت يا عاموس. مع السلامة. وشكرا. لا احد سيحتفظ بك هنا بالقوة. في نظري هذا تباكي اسرائيلي عادي - نوع من دلال الاشخاص الذين يفكرون بانه يجب البقاء هنا فقط حين يكون الوضع جيد وحين يسوء يغادرون. لا يجب ان تسأم بسرعة من المكان

وقال تسالي ريشف "انا لست مستعدا لشن هجوم على عاموس سوهر. من حق كل انسان ان يتخذ القرار بشأن ما هو جيد له وما هو مستوى المعيشة التي يبحث عنها. انا ايضا اخاف مثل الجميع ، ولكن خلافا لعاموس انا اؤمن بان ثمة مخاطر ايضا في اماكن اخرى وانا مؤمن انه من الممكن قلب الامور وسنعيش في نهاية المطاف بهدوء وسكينة. انا شخصيا اعيش هنا ليس لدافع ايديولوجي بل لان هذا بيتي، اصدقائي، مجتمعي، لغتي وانا اريد ان اعيش هنا كي آكل الجبنة واشرب النبيذ مع رفاقي".

وقال الكاتب مائير شليف "لا اعتزم اقناعه بالبقاء وانا ايضا اعتقد انه استثنائي. اسمع مثل هذه الاقوال وسط ابناء جيلي على سبيل التندر ولكن في الاجيال الاصغر تبدو النوايا جدية. هذا يحزنني جدا ولكن في هذه الحالة لا استطيع ان امثل حكومة اسرائيل واطلب منهم البقاء كذلك انا اختلف مع حكومة اسرائيل".

وفوجيء عاموس سوهر، من الجيل الثامن في البلاد، والذي اثار الضجة، امس من موجة ردود الفعل. "لقد شعرت بالضغط وكتبت. ما زلت اتمسك بالكلمات التي كتبتها. انا حقا اشعر انني ببقائي هنا اخاطر بحياتي وحياة عائلتي. حين خططنا للذهاب الى اسبوع الكتاب، فكرنا بابقاء ابننا عند جدته وحينذاك استوعبت شيئا لا يصدق - اجد ملجأ لطفلي حين اذهب الى مكان عادي جدا".

واضاف اعتقد انه لا يوجد انسان يعيش من اجل القومية، والتضحية بابني تعتبر تضحية كبيرة جدا بالنسبة لي. اريد ان اسأل كل من عقب على رسالتي: ما هو الاهم: ان تكون اسرائيليا ام ان تكون حيا؟ لا احد خطط القومية التي يولد فيها من غير ارادته، ولكن لدينا ارادة في قرار ان نعيش حياتنا باقصى قدر من السعادة واقل قدر من المخاطرة. كل ما اريده هو الدفاع عن زوجتي ومنح الفرصة لطفلي ان يترعرع بهدوء وسعادة مثلما يترعرع الاطفال في اماكن اخرى من العالم".

عودة إلى محتويات العدد عودة للرئيسية